برلمانيون من أجل حماية التطرف وخطاب الكراهية- موقع الفكر

غالبا ما يحمل الجزء الأول عنوانا لمشروع وطني يعمل النواب على تحقيقه أو علاقة دبلوماسية يريد المنتخبون رفدها وتطويرها، أو هم وطني يسعون إلى تحمل مسؤوليته، رغم أن ذلك لا يتجاوز غالبا مجرد إعلان وبسمات أمام الشاشة.

ورغم كثرة المسميات وتعددها فلا محاربة للفساد ولا سعي للتنمية ولاتطوير للتعليم.

 أما اليوم فقد اقتطع أو نذر عدد من البرلمانيين أنفسهم لإنتاج وتسويق خطاب الكراهية، والإرهاب اللفظي وابتزاز المجتمع والدولة.

وإلى جانب هذا الفريق البرلماني للكراهية، توجد فرق أو شخصيات أخرى أوقفت نفسها للتوقيع والمساندة الدائمة لمنتجي خطاب الكراهية، والدفاع عن مقترفيه، أو الدعوة لنقاش غيره من الأمور الجانبية.

كان من المتوقع أن يكون خطاب الكراهية إنتاجا للهوامش الأقل قيمة علمية أو فكرية أو ثقافية والأقل حظا من التعليم، والأكثر أزمات وفقدانا للسواء النفسي.

كان يفترض أن يكون للبرلمان حصانة الولوج تماما مثل ما له الآن حصانة الاستمرار، وإلا فما فائدة حصانة تمكن صاحبها فقط من بث سمومه وإشهاد العالم على تعاسة خطابه ونضوب فكره، وحمله لخناجر الأحقاد والعمل ضد وطنه.

لقد وصل خطاب الكراهية في هذه الفترة عهدا لم يكن ليصله لولا الضعف والتخاذل الذي تمثله ضفة النظام، وحالة الاستثمار في الخطاب العنصري والفئوي الذي تراهن عليه فلول داخل النظام من أجل حماية مصالحها.

ربما يخفى على كثيرين الآن أن ممارسي التحريض والإرهاب اللفظي وناشري الكراهية يتلقون الدعم السياسي والمالي من شخصيات وأطراف داعمة للنظام، سعيا إلى مزيد من تكبيل خطوات الإصلاح التي ينفذها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، ولتكون خطاباته المعززة للوحدة الوطنية في جول وأخواتها والداعية إلى تنقية الخطاب تواجه دائما ردات فعل سيئة وخطابا تحريضيا في نمط من أسوء أنماط رد الجميل.

لقد تغلغل خطاب الكراهية في مفردات الحياة، وأصبح كل خطاب آخر إنما هو ردة فعل عليه، وبات النيل من الأعراض والمحرمات ووصم الأغلبية بكل ما خبث من الصفات هو السبيل الأوحد لصناعة رموز لدى غوغاء، يستغلون في حفر الأخاديد التي سيؤكل لهبها الجميع.

ومن المؤسف أنه قد أصبح لخطاب الكراهية مترشحون للرئاسة ونواب وعمد، وكتاب وأئمة وسوقة ومحرضون، وأن فورة وسائل التواصل الاجتماعية، سمحت للمتحاقدين بأن ينفثوا سمومهم تجاه هذا البلد، وأن يتلاعبوا بأمنه ومستقبله.

كأن الواقع المتصحر يناديهم ويشجعهم: 

يالكِ من قنبرة بمعمر خلا لكِ الجو فبيضي واصفري

ونقري ما شئت أن تنقري   قد رحل الصياد عنك فأبشري..

ما يخفى على هؤلاء وأولئك جميعا أن ما يعبر عنه من أحقاد سيتحول إلى أفعال مؤلمة، قريبا إذا لم يقف العقلاء في وجهه، وإذا لم تفرض سطوة القانون على الجميع، وقديما اتفق الناس على أن الحرب مبدؤها كلام.

أقول من التأثر ليت شعري:  أأيقاظ أمية أم نيام